من موسوعة (جامع الدروس العربية)
المركبات وأنواعها وإعرابها
المركب: قول مؤلف من كلمتين أو أكثر للفائدة، سواء كانت الفائدة تامة، مثل: (النجاة في الصدق) أم ناقصة، مثل: نور الشمس، الإنسانية الفاضلة، إن تتقن عملك.
والمركب ستة أنواع: إسنادي وإضافي وبياني و عطفي ومزجي وعددي.
(1) المركب الإسنادي أو الجملة
الإسناد: هو الحكم بشيء على شيء، كالحكم على زهير بالاجتهاد في قولك: زهيرٌ مجتهد
والمركب الإسنادي ويسمى (جملة) : ما تألف من مسند ومسند إليه نحو: الحلم زين . يفلح المجتهد.
فالحلم : مسند إليه، لأنك أسندت إليه الزين، وحكمت عليه به، والزين مسند.
ويفلح: مسند، والمجتهد مسند إليه.
والمسند إليه يأتي على أشكال :
فاعل: مثل : جاء الحق وزهق الباطل
ونائب فاعل: مثل: يُعاقب العاصون، ويُثاب الطائعون
ومبتدأ: مثل: الصبر مفتاح الفرج
واسم الفعل: مثل: وكان الله عليما حكيما
وإسم الأحرف التي تعمل عمل ليس: مثل: ما زهير كسولا. إن أحدٌ خيرا من أحد إلا بالعلم والعمل الصالح
واسم (إن) مثل: إن الله عليم بذات الصدور
واسم (لا) النافية: مثل: لا إله إلا الله
أما المُسند: هو فعل واسم الفعل وخبر المبتدأ وخبر الفعل الناقص، وخبر الأحرف التي تعمل عمل ليس وخبر إن وأخواتها.
وهو يكون فعلا، مثل (قد أفلح المؤمنون)، وصفة مشتقة من الفعل، مثل: الحق أبلج، واسما جامدا يتضمن معنى الصفة المشتقة، مثل: (الحق نور، والقائم به أسد) يعني: الحق مضيء كالنور والقائم به شجاع كالأسد.
الكلام: هو الجملة المفيدة معنى تاما مكتفيا بنفسه: مثل: رأس الحكمة مخافة الله و (فاز المتقون) و (من صدق نجا)
وإن لم تفد الجملة معنى تاما مكتفيا بنفسه فلا تسمى كلاما، مثل: (إن تجتهد في عملك). فهذه جملة ناقصة .. أما إن تم إضافة (تنجح) لها تصبح كاملة.
2ـ المركب الإضافي
المركب الإضافي: ما تركب من المضاف والمضاف إليه، مثل: (كتاب التلميذ) و (خاتم فضةٍ) و (صوم النهارِ) وحكم الجزء الثاني باستمرار (مجرور)
3ـ المركب البياني:
المركب البياني: كل كلمتين كانت ثانيتهما موضحة معنى الأولى. وهو ثلاثة أقسام:
مركب وصفي: وهو ما تألف من الصفة والموصوف، مثل: (فاز التلميذُ المجتهدُ) و (أكرمت التلميذَ المجتهدَ) و (طابت أخلاق التلميذِ المجتهدِ)
ومركب توكيدي: وهو ما تألف من المؤكِد والمؤكَد مثل: (جاء القومُ كلُهُم) و(أكرمت القومَ كلَهم) و (أحسنت الى القومِ كُلِهم)
ومركب بدلي: وهو ما تألف من البدل والمبدل منه، مثل: (جاء خليلٌ أخوك) و (رأيت خليلا أخاك) و (مررت بخليلٍ أخيك).
وحكم الجزء الثاني من المركب البياني أن يتبع ما قبله في إعرابه.
4ـ المركب العطفي:
المركب العطفي: ما تألف من المعطوف والمعطوف عليه، بتوسط حرف العطف بينهما، مثل: (ينال التلميذُ والتلميذةُ الحمد والثناءَ، إذا ثابرا على الدرسِ والإجتهادِ). وحكم ما بعد حرف العطف يتبع ما قبله في الإعراب.
5ـ المركب المزجي
المركب المزجي: كل كلمتين ركبتا وجُعلتا كلمة واحدة، مثل: (بعلبك) و (بيت لحم) و (حضرموت) و (سيبويه) و (صباح مساء) و (شذر مذر).
وإن كان المركب المزجي عَلما، أُعرب إعراب ما لا ينصرف، مثل: (بعلبكٌ بلدةٌ طيبةُ الهواء) و (سكنتُ بيتَ لحم) و (سافرت الى حضْرموت).
إلا إذا كان الجزء الثاني منه كلمة (ويْه) فإنها تكون مبنية على الكسر دائما، مثل: (سيبويه عالمٌ كبيرٌ) و(رأيتُ سيبويه عالما كبيرا) و (قرأت كتاب سيبويه).
وإن كان غير علم كان مبني الجزأين على الفتح، مثل: (زرني صباحَ مساء) ، و (أنت جاري بيت بيت).
6ـ المركب العددي:
المركب العددي من المركبات المزجية، وهو كل عددين كان بينهما حرف عطف مقدر. وهو من أحد عشر الى تسعة عشر، ومن الحادي عشر الى التاسع عشر.
أما واحد وعشرون الى تسعة وتسعين، فليست من المركبات العددية. لأن حرف العطف مذكور. بل هي من المركبات العطفية.
ويجب فتح جزئي المركب العددي، سواء كان مرفوعا، مثل: (جاء أحدَ عشرَ رجلا) أم منصوبا مثل: (رأيت أحدَ عشرَ كوكبا) أم مجرورا، مثل: (أحسنت الى أحدَ عشر فقيرا). ويكون حينئذ مبنيا على فتح جزئيه، مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا محلا، إلا اثني عشر، فالجزء الأول يُعرب إعراب المثنى، بالألف رفعا، مثل: جاء اثنا عشر رجلا، وبالياء نصبا وجرا مثل أكرمت اثنتي عشرة فقيرة باثني عشر درهما.
وكذلك يفتح ما كان على وزن (فاعل) مركبا من العشرة كالحادي عشر الى التاسع عشر مثل: جاء الرابعَ عشر ورأيتُ الرابعةَ عشرة، ومررت بالخامسَ عشر.
وفي حالة انتهاءه بالياء يسكن (الحادي عشر والثاني عشر).
حكم العدد مع المعدود
إن كان العدد (واحدا) أو (اثنين) فحكمه أن يُذكر مع المذكر ويؤنث مع المؤنث، فنقول: (رجل واحد، وامرأة واحدة ورجلان وامرأتان) و (أحد الرجال، وإحدى النساء).
وإن كان من الثلاثة الى العشرة، يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث. فنقول: ثلاثة رجال وثلاثة أقلام وثلاث نساء وأربع أيدٍ).
إلا إن كانت العشرة مركبة فهي على وفق المعدود. تذكر مع المذكر وتؤنث مع المؤنث. فنقول: (ثلاثة عشر رجلا، وثلاث عشرة امرأة).
وإن كان العدد على وزن (فاعل) جاء على وفق المعدود، مفردا ومركبا نقول: (البابُ الرابعُ والبابُ الرابع عشرَ) و (الصفحةُ العاشرةُ) والصفحةُ التاسعةَ عشرةَ
وشينُ العشرةِ مفتوحةٌ مع المعدود المذكر وساكنة مع المعدود المؤنث. نقول: (عشَرة رجال وأحد عشَر رجلا، وعشْر نساءٍ وإحدى عشْرة امرأة.)
يتبع
هامش
من موسوعة (جامع الدروس العربية) للشيخ مصطفى الغلاييني/ صيدا: المكتبة العصرية/ الطبعة 25 /1991
********************
المعرب والمبني
المُعْرَب: ما يتغير آخره بتغير العوامل التي تسبقه: كالسماءِ والأرضِ والرجل ويكتبُ.
والمعربات هي الفعل المضارع الذي لم تتصل به نونا التوكيد ولا نون النسوة، وجميع الأسماء إلا القليل منها.
والمبني: ما يُلْزِم آخره حالةً واحدةً، فلا يتغير، وإن تغيرت العوامل التي تتقدمه: (كهذه وأين ومَنْ وكتبَ واكتبْ)
والمبنيات هي جميع الحروف، والماضي والأمر دائماً، والمتصلة به إحدى نوني التوكيد أو نون النسوة، وبعض الأسماء. والأصل في الحروف والأفعال (البناء)، والأصل في الأسماء (الإعراب).
أنواع البناء
المبني إما أن يلازم آخرُهُ السكون، مثل: (اكتبْ ولمْ) أو الضمة مثل: (حيثُ وكتبُوا)، أو الكسرة مثل: (هؤلاءِ) والباء من (بِسمِ الله). وحينئذٍ يقال: إنه مبني على السكون أو الضم أو الفتح أو الكسر. فأنواع البناء إذن أربعةٌ: السكون والضم والفتح والكسر.
وتتوقف معرفة ما تُبنى عليه الأسماء والحروف على السماع والنقل الصحيحين. ولكن ليس لمعرفة ذلك ضابطٌ.
أنواع الإعراب
أنواع الإعراب أربعة: الرفع والنصب والجر والجزم.
فالفعل المعرب يتغير بالرفع والنصب والجزم مثل، (يكتبُ، ولن يكتبَ، ولم يكتبْ)
والاسم المعرب كذلك يتغير آخره بالرفع والنصب والجزم، (العلمُ نافعٌ، ورأيتُ العلمَ نافعاً، واشتغلتُ بالعلمِ النافع).
علامات الإعراب
علامة الإعراب حركة أو حرف أو حذف
فالحركاتُ ثلاثٌ: الضمة والفتحة والكسرة.
والأحرف أربعة: الألف والنون والواو والياء.
والحذفُ، إما قطع الحركة و(يسمى السكون)، وإما قطع الآخر مثل: (لم يرض، ولم يمش، ولم يدع). وإما قطع النون مثل: حذف النون في المضارع المنصوب أو المجزوم المتصل بألف الاثنين مثل: (لم يكسلا) أو واو الجماعة مثل: (لن تكسلوا) أو ياء المخاطبة مثل: (لا تكسلي).
(1) علامات الرفع
للرفع أربعُ علامات: الضمة مثل: (يُحَب الصادقُ ) و الواو مثل: (لُينْفق ذو سعةٍ من سعته) و الألف مثل: (يُكرَمُ التلميذان المجتهدان) والنون مثل: (تنطقون بالصدق)
(2) علامات النصب
للنصب خمسُ علامات: الفتحة مثل: (جانب الشرَ فتسلمَ) والألف مثل: (أعط ذا الحق حقه)، والياء مثل: (يحب الله المتقين، وكان أبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد قائدين عظيمين) والكسرة مثل: أكرمِ الفتياتِ المجتهداتِ) وحذف النون مثل: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
(3) علامات الجزم
للجزم ثلاثُ علامات: السكون مثل: (منْ يفعلْ خيراً يجدْ خيراً) وحذف الآخر مثل: (من يزرعْ شراً يجنِ شراً، و افعل الخير تلقَ الخير و لا تدعُ إلا الله) وحذف النون مثل: (قولوا خيرا تغنموا و اسكتوا عن شرٍ تسلموا)
*******************************
المعرب بالحركة والمعرب بالحرف
المُعرباتُ قسمان: قسمٌ يُعرب بالحركات، وقسمٌ يُعرب بالحرف.
فالمعرب بالحركات أربعةُ أنواع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيءٌ. وكلها ترفع بالضمة، وتُنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة، وتُجْزَم بالسكون. إلا الاسم الذي لا ينصرف، فإنه يُجر بالفتحة، مثل: (صلى اللهُ على ابراهيمَ)، وجمع المؤنث السالم، فإنه يُنصب بالكسرة مثل: (أكرمتُ المجتهداتِ)، والفعل المضارع المعتل الآخرِ، فإنه يُجزم بحذف آخره، مثل: (لم يخشَ، ولم يمشِ، ولم يغزُ).
والمُعرب بالحروف أربعةُ أنواعٍ أيضاً: (1) المثنى والملحق به،(2) وجمع المذكر السالم والملحق به،(3) والأسماءُ الخمسةُ وهي: (أبو وأخو وحمو وفو وذو)، (4) والأفعال الخمسة: وهي (كل فعل مضارع اتصل بآخره ضميرُ تثنية أو واو جمعٍ، أو ياء المؤنثة المخاطبة، مثل: (يذهبان، وتذهبان، ويذهبون، وتذهبونَ، وتذهبين) وسيأتي شرح ذلك فيما بعد.
أقسام الإعراب
أولا: الإعراب اللفظي
وهو أثرٌ ظاهرٌ في آخرِ الكلمة يجلبه العامل. ويكون في الكلمات المعربة غير معتلة الآخر مثل: ( يُكرمُ الأستاذُ المجتهدَ)
ثانيا: الإعراب التقديري
أثرٌ غير ظاهرٍ على آخر الكلمة، يجلبه العامل، وتكون الحركة مقدرة تقديرا، لأنها غير ملحوظة.
أ ـ إعراب المعتل الآخر
في حالة الألف (الواقعة في نهاية الكلمة) تُقدر الحركات الثلاث للتعذر مثل: (يهوى الفتى الهدى للعلى)
في حالة الجزم تحذف الألف للجازم، مثل: (لم نخشَ إلا الله)
عندما نقول يتعذر إظهار علامات الإعراب للثقل، فيعني ذلك عدم ملائمة إظهار علامة الإعراب، مثل: (يقضي القاضي على الجاني) فتلفظ وكأنها (مُسَكَنَةِ) النهاية، ولا تلفظ ( يقضيَ القاضيُ على الجانيِ).
لكن في حالات النصب يمكن إظهار الفتحة في نهاية الكلمة لخفتها، مثل: ( لن أعصيَ القاضيَ) و (لن أدعوَ الى غير الحق).
ب ـ إعراب المضاف الى ياء المتكلم
يُعرب الاسم المضاف الى ياء المتكلم بضمة أو فتحة مقدرتين على آخره ويمنع ظهورهما (كسرة المناسبة) [والتي يؤتى بها لمناسبة الياء التي بعدها].
وإن كان المضاف الى ياء المتكلم مقصورا، فإن ألفه تبقى على حالها، ويعرب بحركات مقدرة على الألف، كما كان يعرب قبل اتصاله بياء المتكلم فنقول: (هذه عصايَ) و (أمسكتُ عصايَ) و (توكأت على عصايَ) .
أما في حالة المثنى تبقى ألفه على حالها، مثل: (هذان كتابايَ). وأما ياؤه فتدغم في ياء المتكلم، مثل: (علمتُ وَلدَيَ) يعني (ولدين له).
وإن كان جمع مذكر سالما، تنقلب واوه ياء وتدغم في ياء المتكلم، مثل: (معلميً يحبون أدبي) [ معلمي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو المنقلبة ياء للادغام، والأصل معلمويٍٍ]. و (أكرمتُ معلميً) [ معلمي: مفعول به منصوب. علامة نصبه الياء المدغمة في ياء المتكلم].
ثالثا: إعراب المحكي
المحكي أو الحكاية: إيراد اللفظ على ما تسمعه.
كأن يقول أحدهم (كتبتُ: يعلمُ) أي أني كتبت كلمة (يعلم) ورغم أن يعلم فعل مضارع إلا أن إعرابها هنا (مفعول به) مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وهو هنا (محكي).
وإذا قيل لك أعرب (سعيداً) من قولك (رأيت سعيدا) فتقول: (سعيدا: مفعول به) رغم أن سعيد هنا في جملتك تكون مبتدأ، ولكنك تقول (سعيدا) لكونه (محكيا).
يتبع