مرج البحرين
الآية الكريمة:
يقول تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن: 19-23].
شرح الآية:
تتحدث الآيات الكريمات عن نعمة الله علينا أنه خلط البحرين المالحين، حيث نجد أن هناك برزخاً بين كل بحرين مالحين، وهذا البرزخ هو منطقة تمتد لعدة كيلو مترات، وحدثنا الله تعالى عن أن البحرين كلاهما مالحان لأنه يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وهذه لا توجد إلا في البحار المالحة.
إذن الآية تتحدث عن برزخ بين بحرين مالحين، فماذا تقول الحقائق العلمية وماذا يقول علماء البحار؟
الحقيقة العلمية:
عندما درس العلماء منطقة المضيق بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وجدوا أن هناك منطقة فاصلة بينهما تتمتع هذه المنطقة بخصائص محددة، فكل بحر من هذين البحرين له خصائصه المحددة من درجة حرارة ونسبة ملوحة وكثافة ونوعية الأسماك التي تعيش فيه.
فالبحر الأحمر له خصائصه، والمحيط الهندي له خصائصه أيضاً، وتوجد بينهما منطقة فاصلة هي منطقة المضيق حيث يلتقي البحران مع بعضهما ويختلطان، ولكن وعلى الرغم من مرور آلاف السنين إلا أن كل بحر تبقى خصائصه كما هي، وهذا من نعمة الله علينا.
صورة تظهر منطقة البرزخ بين البحر الأبيض المتوسط وبين المحيط الأطلسي، وهذه المنطقة تساهم في توازن البحار وعدم اختلاطها وطغيانها، ولذلك قال تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ).
وجه الإعجاز:
الإعجاز في هذه الآية أنها تتحدث عن حقيقة في علم البحار لم تعرف إلا حديثاً وهي منطقة البرزخ، ووجود هذه المنطقة يمنع طغيان أحد البحرين على الآخر ولذلك قال تعالى: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ).
وهذه المعلومة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن ولذلك تعتبر هذه الآية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
منقووول