mouradoodz نائب المدير العام
عدد المساهمات : 202 تاريخ التسجيل : 18/12/2010
| |
mouradoodz نائب المدير العام
عدد المساهمات : 202 تاريخ التسجيل : 18/12/2010
| |
mouradoodz نائب المدير العام
عدد المساهمات : 202 تاريخ التسجيل : 18/12/2010
| موضوع: رد: استحمام الطفل الجمعة يناير 14, 2011 11:29 am | |
| أهمية النضافة
لكل شخص مفهومه الخاص عن النظافة. على سبيل المثال، عندما تأمر الام ابنها الصغير بأن يغسل يديه ووجهه، قد يعتقد ان وضع اصابعه تحت حنفية الماء وبلّ شفتيه يكفيان
لكن الام تعرف اكثر منه. فتعيده الى الحمام وتفرك يديه ووجهه بالماء والصابون رغم اعتراضاته القوية!
طبعا، ليست مقاييس النظافة موحَّدة حول العالم. وتتفاوت مفاهيم النظافة التي ينشأ عليها الناس. قديما، ساعدت البيئة المدرسية المتسمة بالنظافة والترتيب في بلدان عديدة التلاميذ على تنمية عادات جيدة للنظافة. اما اليوم فإننا نرى ملاعب بعض المدارس مليئة بالقمامة والفضلات، بحيث تشبه مرمى للنفايات لا مكانا للَّعِب او التمرين. وماذا عن غرفة الصف؟ ذكر دارِن، بوّاب في مدرسة ثانوية أوسترالية: «نرى الآن القذارة في غرفة الصف ايضا». وعندما يؤمر بعض التلاميذ: «التقط ما رميته» او «نظِّف المكان»، يعتبرون ذلك عقابا لهم. والمشكلة هي ان بعض المعلمين يتخذون التنظيف وسيلة للمعاقبة.
ومن ناحية اخرى، لا يرسم الراشدون دائما امثلة جيدة للنظافة، سواء في الحياة اليومية او في العمل. على سبيل المثال، يُترك الكثير من الاماكن العامة بشكل قذر وقبيح. وتلوِّث بعض الصناعات البيئة. لكن الصناعات والمشاريع بحد ذاتها ليست ما يسبب التلوث، بل انهم الناس. وفيما يكون الجشع على الارجح السبب الرئيسي لمشكلة التلوث العالمية وتأثيراتها السيئة الكثيرة، تسبب العادات الشخصية القذرة جزءا من المشكلة. ايَّد الحاكم العام السابق للكومنولث الاوسترالي هذه الفكرة اذ قال: «يمكن ان تتلخّص جميع مسائل الصحة العامة بأن يُعنى كل رجل، كل امرأة، وكل ولد بالنظافة».
ومع ذلك، يشعر البعض ان النظافة مسألة شخصية ينبغي ان تهمّ المرء وحده دون سواه. فهل الامر كذلك حقا؟
تكون النظافة بالغة الاهمية عندما يتعلق الامر بطعامنا — سواء اشتريناه من السوق، اكلناه في مطعم او في منزل صديق. ونتوقَّع من الذين يعدّون او يقدِّمون طعامنا ان يحافظوا على مستوى رفيع للنظافة. فالايدي الوسخة — ايديهم او ايدينا — يمكن ان تتسبب بكثير من الامراض. وماذا عن المستشفيات — الاماكن التي نتوقع ان تكون الاكثر نظافة؟ ذكرت مجلة الطب لنيو إنغْلَند (بالانكليزية) ان عدم غسل الاطباء والممرضات ايديهم يمكن ان يوضح سبب اصابة المرضى بأخماج تصل كلفة علاجها الى عشرة بلايين دولار اميركي سنويا. فمن الصواب ان نتوقع ان لا يعرِّض احد صحتنا للخطر بسبب عاداته القذرة.
وفضلا عن ذلك، انها لَمسألة خطيرة جدا ان يلوِّث شخص ما موارد مياهنا بتعمد او دون تفكير. وإلى ايّ حد هو آمن تمشّي المرء حافي القدمين على الشاطئ حيث يمكن ان توجد محاقن خلَّفها مدمنو المخدِّرات وغيرهم بعد الاستعمال؟ وربما يكون السؤال الاهم على الصعيد الشخصي: هل تمارَس النظافة في بيتنا الخاص؟
تسأل سوِلِن هوي في كتابها التخلص من الوساخة (بالانكليزية): «هل ما زلنا نظفاء كما اعتدنا ان نكون؟». ثم تجيب: «على الارجح لا». وتذكر ان السبب الرئيسي لذلك هو القيم الاجتماعية المتغيرة. فالناس، اذ يقضون وقتا اقل فأقل في البيت، يدفعون المال لشخص يقوم بالتنظيف عوضا عنهم. ونتيجة لذلك، لم تعد المحافظة على بيئة نظيفة مسألة ذات اهمية شخصية. قال احد الرجال: «انا لا انظف حوض الاستحمام، لكنني انظف نفسي. وإذا كان بيتي وسِخا، فعلى الاقل اكون انا نظيفا».
لكن النظافة هي اكثر بكثير من مظهر خارجي. انها مجموعة قيم شاملة، وهي ضرورية للعيش السليم. كما انها حالة ذهنية وقلبية تشمل الآداب والعبادة.
| |
|